تفاعلت قضية اغتيال القائد الشيشاني سليم يامادايف بين دبي وموسكو والتصريحات وتلك المضادة الصادرة بينهما، وخصوصاً بعد تأكيدات شرطة دبي بوجود أدلة دامغة حول واقعة الاغتيال، وهو الأمر الذي رد عليه النائب الروسي، آدم دليمخانوف، بالتصريح بعزمه رفع دعوى قضائية ضد شرطة دبي، فيما أعلن شقيق المغدور أنه حي ويتلقى العلاج في أحد مستشفيات الإمارة.
فقد نقلت وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" عن دليمخانوف، الذي تتهمه شرطة دبي بالتورط في حادثة الاغتيال فيما وصفته بـ"قنبلة إعلامية" بأنه يعتزم تقديم دعوى قضائية ضد شرطة دبي، وذلك في تصريح للصحفيين لدى عودته إلى موسكو قادماً من سوريا.
وأوضحت الوكالة الروسية أن الرئيس الشيشاني، رمضان قادروف، دخل على خط الدفاع عن دليمخانوف، الذي يمثل الشيشان في مجلس نواب روسيا الاتحادية، نافياً أية صلة له بمقتل يامادايف.
بل وذهب قادروف إلى الكشف عن نفوره من عائلة يامادايف لما اعتبره تورط أفرادها بمقتل والده أحمد قادروف مفتي جمهورية الشيشان ورئيسها سابقاً، ومحاولة اغتياله شخصياً.
ونقلت نوفوستي عن قادروف قوله، في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الشيشانية غروزني الثلاثاء، أن اعترافات بعض الشهود تؤكد تورط سليم ياماديف في العملية التفجيرية التي قتلت والده.
من جهته، أعلن عيسى يامادايف، شقيق سليم يامادايف، بدوره أنه سيطلب من لجنة التحقيق في مكتب المدعي العام الروسي أن تجري التحقيق بشأن محاولة اغتيال أخيه، مؤكداً للصحفيين، لدى عودته إلى موسكو من دبي، أن أخاه سليم حي ولا يزال يتلقى العلاج في أحد مستشفيات دبي.
وقال عيسى إن شرطة دبي قررت إعلان وفاة سليم حفاظا على سلامته.
وكانت دبي قد أكدت أن سليم يامادايف لقي حتفه رمياً بالرصاص يوم 28 من شهر مارس/آذار الماضي داخل مرآب السيارات في البناية التي يسكن بها بدبي وتم دفنه في مقبرة القوز.
خلفان يدعو لفريق تحقيق دولي
وكان القائد العام لشرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان تميم، قد أعلن في وقت سابق عن اقتراح "أن يتم إشراك فريق دولي من المحققين المختصين ليطلعوا على ما لدى شرطة دبي بخصوص تحقيقاتها التي أجرتها بشأن مقتل الشيشاني سليم يامادايف، القائد السابق لقوة (فوستوك) الشيشانية."
وخرجت تحقيقات شرطة دبي باتهام نائب رئيس الوزراء الشيشاني آدم دليمخانوف وخمسة آخرين بالضلوع في عملية الاغتيال، وفق ما أعلنت شرطة دبي الأسبوع الحالي.
ويأتي اقتراح ضاحي خلفان رداً على تصريحات نقلتها وكالة "نوفوستي" الاثنين عن الرئيس الشيشاني، رمضان قادروف، والتي قال فيها "إن ضلوع آدم دليمخانوف في جريمة الاغتيال، لا أساس له، ويستهدف الحط من سمعة روسيا وقيادة جمهورية الشيشان، وأنه يعول على أن تبذل قيادة هيئات حفظ النظام في الإمارات العربية المتحدة الجهود من أجل الكشف عن الجريمة، والكف عن التصريحات ضد السياسي الروسي آدم دليمخانوف"، وفقاً لما نقلته صحيفة الاتحاد الإماراتية.
وأكد خلفان، في بيان صحفي صدر عنه الاثنين "أن القيادة العامة لشرطة دبي لم تقم بإدراج آدم دليمخانوف في قائمة المطلوبين بمقتل سليم جزافاً"، مشدداً على أن شرطة دبي لديها الحجج الدامغة التي تدين جميع المتورطين في هذه الجريمة، وإلا لما كانت أعلنت عن تفاصيل القضية وأدرجت شخصية بعينها في قوائم المطلوبين لها.
ودعا خلفان قادروف إلى نفي "ضلوع الذين تم إدراجهم جميعاً في قوائم المطلوبين في مقتل سليم يامادايف بدبي"، مؤكداً أن شرطة دبي لها باع طويل وتجربة عميقة في مجال البحث والتحري في مثل هذه الجرائم.
ويعد نائب رئيس الوزراء الشيشاني واحداً من بين أربعة متهمين أدرجوا في نشرة المطلوبين بقضية الاغتيال وهم: زليم خان مازايف، روسي الجنسية، وسليمان كيمائف، كازاخي، وتوربال كيمائف.
وكانت شرطة دبي ألقت القبض على اثنين من المتهمين الستة، وهما ممسود جان، الطاجيكي الجنسية، ومهدي لورينا، الإيراني الجنسية.
وردا على ذلك نفى قادروف أية صلة لدليمخانوف بمقتل يامادايف في دبي، زاعماً، في تصريح أدلى به يوم السادس من أبريل/نيسان الجاري، أن ما أعلنه قائد شرطة دبي لا يستند إلى أية وقائع حقيقية.
واعتبر قادروف أن ما أعلنه قائد شرطة دبي خطأ أوقعته فيه "أجهزة خاصة أجنبية"، وأعرب عن أمله في أن يوقف قادة الأجهزة الأمنية الإماراتية الحملة ضد دليمخانوف.
المصدر:
CNN
نشرت في í 2009-04-08